من القلب / هل سنستمع لصوت فيروز وأنغام زياد من جديد؟
فنانون: مي سربيه شهاب
هل سنستمع لصوت فيروز وأنغام زياد من جديد؟

هل سنستمع لصوت فيروز وأنغام زياد من جديد؟

وأنا في الطائرة العائدة إلى بيروت، عادة لا أحب متابعة الأفلام السينمائية، وأفضل عليها سماع الأغنيات، وطبعاً بشكل لا إرادي أو حتى إرادي أتّجه إلى سماع الكلاسيكيات من الموسيقى الغربية وأغاني الطرب من أيام الزمن الجميل، فوقع اختياري هذه المرة على مجموعة أغنيات لقمة الفن الأصيل... فيروز، وكانت المختارات من الأغاني التي تعاونت فيها فيروز مع ابنها الفنان زياد الرحباني، وكان منها أغان خيِّل لي أني أسمعها للمرة الأولى، أو أن جو الهدوء وصوت فيروز فوق السحاب جعلني اتمتع بالأغنيات والأنغام والكلمات العفوية وصوت فيروز المتوهج رقة وطرباً أشعرني بفرح اكتشافها من جديد، تعاون فيروز وزياد أنتج أعمالاً جميلة صحيح أنها غيّرت الطلّة الفنية لفيروز، ولكن كان لها مذاقها وتميزها، ومع انتهاء التسجيلات كان لا بد أن أعود إلى الواقع، زياد قرر الهجرة وترك الوطن، وأصلاً علاقته متوترة بوالدته وببعض أفراد أسرته فصعب أن يعود اللقاء الفني بينهما، خصوصاً وأن ظروف الإنتاج والتمويل والظروف الإقليمية وعدم الإستقرار كلها عوامل، تجعل من لقائهما صعباً.

ولكني أعود وأقول أن مشاعر الأم هي التي ستفوز بالنهاية ولن يهون عليها فيروز أن يستمر البعاد بينهما، صحيح أنها غضبت من تحدث زياد عن رأيها السياسي مما أثار الكثير من الكلام، وهي على حق من أن تغضب، فبعد كل عوامل الانقسام العامودي في لبنان، لا يجوز أن يُذكر اسم فيروز إلاّ في إطار المحبة والفن والجمال، ففي عزّ الحرب الأهلية كان صوت فيروز رمزاً لوحدة لبنان فغنت «بحبك يا لبنان» التي رددها معها كل الشعب اللبناني.
مرّت الأيام والمفروض أن تُنسى هذه القصة وتعود المياه إلى مجاريها الإنسانية والفنية.

في هذه الأيام الصعبة والرديئة على كل الأصعدة قد يكون تعاوناً فنياً جديداً بين فيروز وزياد، تحريكاً لبركة الفن الراكدة، المليئة بالعديد من الملوثات السمعية، قد يحصل اللقاء ويتم التعاون، دعونا نتمنى...