مسلسل / ذكريات ونجوم / طول حديث مع نور الشريف (الحلقة الرابعة والأخيرة)
فنانون: نور الشريف
نور وبوسي في بداية حياتهما الزوجية

ذكريات ونجوم / طول حديث مع نور الشريف (الحلقة الرابعة والأخيرة)

عوّدتني بوسي على السهر في البيت وعلّمتني الكذب.. الأبيض
بيني وبين محمود ياسين دوري سنوي.. وتفوّق هو عليّ بالحظ!
لا أشعر بالغيرة عندما تمثّل بوسي أدوار الحب مع سواي
لا أجيد أبداً فن العلاقات العامة
 
في الجزء الأخير من حوار نور الشريف مع «الموعد» في الثمانينات يتحدث عن حياته الأسرية فماذا يقول؟
• لاشك أن بوسي كان لها أثر في حياتك.. ترى، هل استطاعت أن تغير شيئاً من طبائعك؟
أجاب:
- أهم ما غيرته بوسي في طباعي هو أنها استطاعت أن تجعلني أحب البيت، بحيث لا أصدق متى ينتهي العمل في الاستديو لأهرع إلى بيتي وليس إلى الأمكنة التي كانت تأخذ كل أوقات فراغي، وقد بات معروفاً عني أنني لا أسهر خارج البيت، إلا إذا كان هناك مهرجانات من الضروري أن أحضرها، وكل ذلك بفضل حبي لتمضية أوقاتي في البيت.. وأيضاً هناك شيء هام غيرته بوسي في طبائعي وهو الكف عن الصراحة الزائدة التي وصلت إلى درجة مزعجة واعتماد الكذب الأبيض عند اللزوم.
• لابد أنك غيرت فيها أشياء كثيرة! 
أيـوه.
- ومن الأشياء التي غيرتها فيها أنني قلبت إهمالها للقراءة إلى حب شديد لها، كما أنني جعلتها تفعل ما أفعله، أنا قبل تمثيلي لأي دور في أي فيلم، وهو أن تقرأ الدور جيداً وتدرسه، وتختار بنفسها الملابس التي تظهر فيها على الشاشة.
وكيف..
• تستطيع بوسي أن توفق، بين البيت والعمل السينمائي؟!
قال:
- الفضل في قدرتها على التوفيق بين البيت والعمل يعود إلى السيدة حماتي، التي تعيش معنا في البيت، هي وابنتها نورا، إنها هي التي تؤمن الأعباء المنزلية، وترفعها عن عاتق بوسي.
وبالمناسبة.
• هل إن الجو العائلي الذي عاشت فيه نورا معك ومع شقيقتها بوسي هو الذي جعلها تحب التمثيل، أم كان عندها هواية فنية سابقة؟!
يجيب.. نور الشريف:
- لم تكن نورا تحب التمثيل، ولا متحمسة لأن تمثل، وعندما كانت تسند إليها أدوار في السينما، أو التلفزيون فإنها أبداً لم تكن تحس بالمتعة أو السعادة، ولكن بعد أن تزوجت أنا شقيقتها، وبعد أن عاشت معنا، أخذت ترى حماسي الفني، واهتمامي بأدواري، ودراستي لكل عمل فني أقوم به.. بعد كل هذا بدأت تحب التمثيل بصورة أعمق، ولم تعد تراه أمراً سهلاً.
• أسمع بأنه يقال هنا وهناك أنك ممثل يستهلك نفسه كثيراً.
قال:
- أنا أقل الممثلين عملاً، فأنا لم أمثل خلال الأربع سنوات الماضية إلا مسلسل تلفزيوني واحد في كل عام، ولكن صودف أن عرضت كلها في عام واحد، وأيضاً في موسمي 1978 و1979 لم أمثل إلا في فيلمين هما: «مع سبق الإصرار» و «ضربة شمس» في حين أن الزميل محمود ياسين مثل في عشرة أفلام، والزميل حسين فهمي مثل في تسعة أفلام.
إذن.
• لماذا يقال أنك الأكثر انتشاراً؟!
فيبتسم ويقول:
- ربما لأنني أمثل أفلاماً سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، ولأنني كنت خلال عدة أشهر ـ أمثّل على  المسرح رواية «بكالوريوس في حكم ..الشعوب».
• في أي مكان، وبأي ترتيب تضع نفسك بين حسين فهمي ومحمود ياسين؟!
- أنا ضد الترتيب، لسبب بسيط هو أن لكل منا، أنا ومحمود ياسين وحسين فهمي، شخصية مستقلة، بحيث أن أي منا لا يشبه الآخر، والدور الذي يقوم به كل منا من الصعب أن يقوم به الآخران، ولقد قلت سابقاً وأكرّر الآن أن بيني وبين محمود ياسين دوري سنوي يشبه دوري كرة القدم، والذي يتفوق على الآخر لا يزيد في تفوقه عن نقطة أو.. نقطتين!.
• أين يكون التفوق.. في شباك التذاكر؟!
- لا. بل بقيمة الأدوار التي يمثلها كل منا، أما شباك التذاكر فإنه يخضع لقواعد غير ثابتة مثال ذلك أن محمود ياسين له شعبية واسعة في لبنان، وأنا لي شعبية أكثر منه في سوريا والسعودية.. وكذلك فإن الزميلة نجلاء فتحي لها في لبنان شعبية تفوق كثيراً شعبيتها في مصر..لماذا؟! ربما لأن جمهور السينما في لبنان يرى في نجلاء مواصفات لا يراها فيها الجمهور المصري!
وأسأله:
• ألم يحدث أن تفوق عليك محمود ياسين في عدة سنوات متوالية؟!
أجاب:
- هذا.. بفعل الحظ؟!
و..
●كيف يكون الحظ؟!
قال نور الشريف:
- يكون الحظ بأن يمثل الزميل العزيز في موسم سينمائي واحد، ست قصص من تأليف إحسان عبد القدوس، وثلاثا منها أخرجها للسينما حسين كمال.
قلت:
• ألا ترى أنك تغير وتبدل كثيراً في الشخصيات التي تمثلها، فتارة أنت دون جوان، وطوراً خريج سجون، ومرة.. زعيم عصابة؟!.
وضحك نور الشريف وقال:
-أنا مقتنع بأن الممثل لا يكون ممثلاً إذا حدد شخصية، أو سجن نفسه داخل إطار واحد، إلا إذا كان لديه مزايا لا تصلح إلا لنوع معين من الأدوار!.
• بوسي.. هل تشعر بالغيرة عندما تراها على الشاشة تمثل أدوار الحب مع سواك؟!
قال:
- ربما كنت سأشعر بالغيرة لو أنني إنسان عادي بعيد عن المهنة، أما وأنني أعمل في المهنة الفنية، وأعرف كيف تصور لقطات الحب بين الممثل والممثلة فإنني لا أشعر أبداً.. بالغيرة!.
• وهل أن محمود ياسين، يحس بالغيرة منك لو أن زوجته شهيرة، مثلت معك دور حب، أو يشعر حسين فهمي بالغيرة لو أن ميرفت أمين كانت حبيبة لك في أحد الأفلام؟!.
- لا أظن.. والدليل أنه كان لي أكثر من قبلة مع شهيرة في فيلم: «وضاع العمر.. يا ولدي» فلم يعترض محمود ياسين، وكذلك لم أبد أنا أي اعتراض عندما تبادل محمود القبلات مع بوسي في فيلم «سنة أولى حب».. وكذلك فلم أر عند حسين فهمي أية مشاعر عدائية نحوي عندما مثلت مع ميرفت أمين أكثر من دور سينمائي عاطفي بعد زواجها منه.
وأسأله:
• هل أنك في الأفلام التي تنتجها على حسابك تتعمد أن تتعاون مع مخرجين جدد لكي لا تدفع أجوراً مالية للمخرجين المعروفين؟!
فيجيب:
- أنا أكثر من ينفق على الأفلام التي أنتجها، وإنتاجي السينمائي، بلا غرور، لا مثيل له في السينما العربية، لأن ما أنفقه على فيلم واحد تنفقه أي شركة أخرى على فيلمين، وأنا أتعاون مع مخرجين جدد بالرغم من ذلك يضاعف من تكاليف أفلامي؟؟
 

... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)