مسلسل / ذكريات ونجوم/ أطول حديث مع نادية لطفي (الحلقة الثالثة)
فنانون: نادية لطفي
ذكريات ونجوم/ أطول حديث مع نادية لطفي (الحلقة الثالثة)

ذكريات ونجوم/ أطول حديث مع نادية لطفي (الحلقة الثالثة)

لم يحدث أي صراع بيني وبين سعاد حسني
نجم الشاشة الأول هو: عادل إمام
حاولت أن أكون منتجة أفلام.. ولم تنجح المحاولة
لا أمثّل إذا لم أجد دوراً أحسّ به...
نجحت في تمثيل شخصية بديعة مصابني ولكن الفيلم سقط
 
كانت «الموعد» قد نشرت قبل أسابيع الحلقتين الأولى والثانية من أطول حديث كانت أدلت به النجمة نادية لطفي سنة 1978 لـ«الموعد» وفي هذا الأسبوع نستكمل بقية الحديث.
 
---------
 
وكان السؤال الأول.
• أسمع من مجتمع أهل الفن أنك عندما ظهرت على الشاشة وتألقت كنجمة أولى، قام صراع حاد بينك وبين زميلتك النجمة سعاد حسني على تبوء مكان الصدارة..
فقالت بجد:
- لو أن هذا الصراع قد قام فعلاً بيني وبينها لما كان هناك فنانة ناجحة إسمها سعاد حسني ولا فنانة ثانية ناجحة إسمها نادية لطفي، لأن الصراع كان سيشغلنا، أنا وهي، عن الإجادة الفنية، ويأخذ كل اهتمامنا وتفكيرنا. والذي حدث فعلاً هو أن كل واحدة منا - أي سعاد وأنا - كانت تحب فنها، وتحاول أن تعطي الأحسن والأفضل من الأدوار السينمائية ومن هنا توهم البعض أن بيننا صراعاً أو تزاحماً..
وأقول لها:
• ولكن، أليس التنافس الفني شيء طبيعي؟
فاستراحت وأجابت:
- هو ده الصحيح. لقد كان بيني وبين سعاد حسني في فترة ما تنافس لا يأخذ طابع الصراع، ولعل هذا التنافس هو الذي أدى الى أن نبرز، أنا وهي، أكثر من ممثلات من جيلنا ظهرن معنا، بعضهن لم يكمل الطريق، وبعضهن لم يحقّق النجاح، وغيرهن انسحبن من الساحة، وكل هذا لأنهن ما أحببن السينما، وإنما كانت تستهويهن أشياء أخرى عندما امتلكنها تركن العمل السينمائي..
وأسأل نادية لطفي:
• أي نجم من نجوم الشاشة العربية هو الأجدر بلقب «فتى الشاشة الأول»؟
وبذكاء تلف على السؤال وتقول:
- أنا لا أعتقد أن هناك مواصفات معينة للفتى الأول، وكل ممثل يظهر على الشاشة لا بد أن يمر في مراحل ثلاث لكي يمكن أن  يقال إنه نجم..
ولكن:
• وما هي هذه المراحل الثلاث؟
تضحك وتقول:
- المرحلة الأولى يمكن تسميتها بـ«كشف الهيئة» وهي الفيلم الأول الذي يُثبت فيه موهبته، والمرحلة الثانية هي مرحلة «الرضى» أي نجاحه في كسب إعجاب الجمهور، ثم وأخيراً، مرحلة التخرج.. أي التي يصبح فيها نجماً، أو «حامل ليسانس نجومية»..
وأصرّ على السؤال:
• من بين النجوم الحاليين.. من الذي يحمل ليسانس النجومية؟
ولا تجيب بل تقول:
- في أي اختصاص، إن الذين يحملون الليسانس كثيرون جداً، ولو سألت قائد أي جيش عن أحسن واحد في خمسة آلاف متخرج من الكلية الحربية، فإن جوابه سيكون حتماً هو: في أي سلاح؟ أو أي قسم؟..
وأقول بإصرار أكثر:
• أقصد، من هو «الأول» من بين النجوم الشبان الذين يقومون الآن بدور البطولة في الأفلام؟
وترد بذكاء:
- بالمفهوم العادي للنجم الأول أقول إن في السينما المصرية الآن عدة نجوم منهم: محمود ياسين، نور الشريف، مجدي وهبة، عادل إمام، حسين فهمي.. و..
وأخترق الأسماء:
• طيب.. من ترين أنه الأول بين هؤلاء؟..
وقالت أخيراً وبصراحة:
- أنا أرى إن عادل إمام، هو النجم الأول، لأنه قدّم أعمالاً فنية ممتازة وكان له طابع خاص في أدواره.. وعلى أية حال، فإنني أصرّ على القول بأن الفتى الأول في نظري هو الذي يؤدي أدواراً ناجحة.
واسترحت، وقلت لذهبية الشعر:
• من بين نجوم السينما المصرية، من هم الأجدر بتمثيل السينما المصرية في المهرجانات الدولية، خصوصاً وأنك كنت دائماً نجمة متألقة في مثل هذه المهرجانات؟
وترد هذه المرة بهدوء:
أنا أرى أن هناك عدداً كبيراً من الممثلين الذين يجمعون بين المستوى الثقافي الجيد، والمؤهلات الاجتماعية العالية، بحيث يمكن لهم تمثيل السينما المصرية بصدق ونجاح في المهرجانات العالمية، ومنهم على سبيل المثال: عماد حمدي، نور الشريف، أحمد مظهر، محمود المليجي، ورشدي أباظة طبعاً..
وأتذكر:
• لماذا لا تتجهي الى إنتاج أفلام لحسابك حتى الآن.. أسوة بغيرك من الممثلات؟
وتجيب بصراحة:
- حاولت ولم أنجح.. وتصوّرت أنني ما دمت قد مثلت العديد من الأفلام، فلا بد أن أكون قد اكتسبت خبرة تؤهلني لأن أنجح كمنتجة.. ولكن، وبعد التجربة، تأكدت من أنني لا أفهم شيئاً في هذه العملية.. وأنه ليس عندي أي ميل الى الأعمال التجارية..
وأسألها:
• ومتى كان ذلك؟
تجيب:
- في عام 1961، وقد اشتريت يومها قصة، ووقّعت عقوداً مع الممثلين، والفنيين، وغرقت في الأعمال الحسابية، ثم اكتشفت أنني لست منتجة بطبيعتي وهوايتي، والسبب هو أنني لم أكن أهدف الى شيء من وراء الإنتاج..
وأقول لها:
• ولكن، هناك الكثير من نجمات السينما نجحن في إنتاج الأفلام لحسابهن.. وكلهن ممثلات أيضاً..
قالت:
- هذا صحيح، وربما كن أكثر كفاءة مني في الإدارة والحسابات، وأنا أعترف بأن الأفلام التي ينتجها أهل الفن لحسابهم عادة أفضل وأنجح أيضاً من الأفلام التي ينتجها أشخاص ليسوا من العالم الفني، والموهبة الوحيدة التي يملكونها هي.. فلوسهم!
وأعود بها الى الماضي:
• لقد جاء وقت انقطعت فيه لفترة طويلة عن الظهور في الأفلام، فهل كان ذلك لأسباب فنية أم لظروف شخصية؟
وتجيب على السؤال:
- لأنني ممثلة ولست موظفة، فأنا لا أرى أنني ملزمة بأن أمثّل باستمرار.
وباستغراب أسألها:
• كيف.. أليس ظهورك باستمرار على الشاشة هو ضرورة للإبقاء على شهرتك؟
وجوابها:
- لا شيء على الإطلاق يرغمني على الخروج من بيتي والذهاب الى الأستديوهات سوى إحساسي. وأنا عندما لا أجد دوراً أحسّ به عندما أمثّله، فإنني أفضل الانصراف عن التمثيل الى شؤوني الخاصة، وعمري ما نظرت الى التمثيل على أنه وظيفة، أو مهنة، أو تخيّلت نفسي مقاولاً عليه أن ينجز أعمالاً مهما كان نوعها..
أقول:
• أفهم من هذا أنك تفضلين البقاء بعيداً عن الشاشة على تمثيل أدوار لا تروق لك؟
وتؤكد:
- لا أمثّل إلا الأدوار التي أحسّ بها، وعندما أمثّل دوراً لا أحسّ به، ولمجرد أن أمثّل فقط، فإنني أعتبر ذلك امتهاناً لذاتي، ولفني، ولإسم «نادية لطفي» الذي أحمله..
وأقول لها مداعبة:
• هل خطر لك يوماً أن تعتزلي التمثيل؟
وترد ضاحكة:
- مش قلنا مش موظفة.. وهل التمثيل وظيفة أستقيل منها؟.. وأنا أعتقد أن التفكير باعتزال التمثيل بالنسبة لي، هو أشبه بتفكيري بأن «أبطل» الأكل والشرب..
 
... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)