شارع النجوم / حوار على الورق يرسم صورة محمد فوزي (الحلقة الأولى)
فنانون: محمد فوزي
حوار على الورق يرسم صورة محمد فوزي (الحلقة الأولى)

حوار على الورق يرسم صورة محمد فوزي (الحلقة الأولى)

كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1980:

ما أن وصلت إلى الحلقة الثامنة والأخيرة من مسلسل "هل تذكرون فاتنة المعادي؟" حتى كان بريدي قد امتلأ بالأسئلة الكثيرة عن زوجها الموسيقار الراحل محمد فوزي، وأغلب هذه الأسئلة كان من شبان وشابات لم يعايشوا محمد فوزي في حياته، ولكنهم ما زالوا حتى الآن يسمعون أغانيه التي تشغل مساحة جيدة من برامج الاذاعة العربية، وأفلامه التي يعرضها التلفزيون بين الحين والآخر.

ان شخصية محمد فوزي، من خلال أغانيه وأفلامه، تستهوي الجيل الحاضر، كما استهوت الجيل.. السابق، ولكن الجيل الجديد يتوق إلى أن يلمّ بجوانب شخصية المطرب الذي رحل وهو في ربيع العمر، وقبل أن تكتمل سعادته مع عروسه فاتنة المعادي، ومن هنا.. فإن الأسئلة التي ملأت بريدي طوال الأسابيع الثلاثة، كانت عن محمد فوزي، الذي شغل القسم الأهم من قصة كريمة!.

وحلقة هذا العدد من "شارع النجوم" يمكن أن نعتبرها ملحقاً لمسلسل "هل تذكرون فاتنة المعادي" وان كنت سأجعل منها تسجيلاً لحوار يدور على الورق بيني وبين الاعزاء من قراء وقارئات هذه الصفحات!.

يسألني جاسم أحمد العتيق من الكويت:

· هل أن والد محمد فوزي كان فناناً، وإلا فكيف أنجب ثلاثة فنانين مطربين هم: محمد فوزي، هدى سلطان، وهند علام..

وأجيب:

- ان والد محمد فوزي كان مقرئاً.. ولا بد أن صوته كان جميلاً ولذلك ورث عنه موهبة الصوت الجميل ثلاثة من أولاده، وكان الأب - كما علمت من محمد فوزي نفسه، - لا يحب إلا تلاوة آيات الذكر الحكيم، ويرفض ترديد أغنيات الحب والغرام.

وتسألني ليلى جميل كامل من السويداء:

· أين تعلّم .. محمد فوزي الموسيقى والغناء!.

وأجيب على هذا السؤال:

- سمعت محمد فوزي يوماً وهو يقول: ان أستاذه الأول في الموسيقى هو أحد جنود فرقة المطافئ في طنطا، فهو الذي علّمه العزف على العود، وأصول الغناء، كما علّمه بعض الأغنيات والتواشيح القديمة، وبعد ذلك انطلق محمد، إبن الشيخ حبس عبدالعال الحو، في طريق الفن، فصار يلحن القصائد المقرّرة على طلبة القسم الأدبي في المدرسة، ثم أخذ يغني في الحفلات والمهرجانات المدرسية، وذاعت شهرته في كل أنحاء محافظة الغربية..

ويسألني حسين عساف، من الاسكندرية:

· أين غنى محمد فوزي.. لأول مرة في القاهرة؟!.

وجوابي هو:

- بدأ محمد فوزي مشواره الفني كمطرب من كازينو بديع مصابني.. الذي تخرّج منه ثلاثة أرباع المطربين الذين أصبحوا عمالقة فيما بعد، وظل يعمل في هذا الكازينو أكثر من سنة.. وفي هذه الفترة تم زواجه من السيدة هداية، شقيقة الفنانة، حورية محمد التي كانت تعمل معه في "فرقة بديعة"، وهي التي أنجب منها أولاده الثلاثة الأول وهم الآن: الرائد مهندس نبيل محمد فوزي، الطبيب منير محمد فوزي، وسمير محمد فوزي، الذي يقيم في هولندا ويعمل في شركة سياحية!.

وسؤال.. من عماد حمود من طرابلس - لبنان:

· متى وكيف ظهر محمد فوزي لأول مرة على الشاشة السينمائية؟!.

ورد مني على هذا السؤال:

- ان أول من أظهر محمد فوزي على الشاشة السينمائية هو الفنان الكبير يوسف وهبي، فقد قدّمه كممثل ومغنٍ في فيلم "سيف الجلاد".. الذي حقّق نجاحاً كبيراً، وقد لفت محمد فوزي أنظار الجمهور بجمال صوته وأغانيه، وخفة ظله، مما جعل المخرج محمد كريم يسارع إلى اسناد دور البطولة إليه في فيلم.. "صاحب السعادة" أمام المطربة اللامعة في ذلك الحين رجاء عبده، ويومها تأخر البدء بتصوير الفيلم إلى أن أجريت عملية تجميل لمحمد فوزي بعد أن اكتشف المخرج ان شفته العليا أكبر من الشفة السفلى، وقد بدأت شهرة محمد فوزي تكبر بعد هذا الفيلم إلى أن أصبح واحداً من أشهر المطربين السينمائيين، وجاءت أفلامه تحقق أرباحاً مادية جيدة، وبعد ذلك تحول هو نفسه إلى منتج للأفلام السينمائية، وقد بلغ القمة كملحن، عندما غنت المطربة المشهورية ليلى مراد أغنيات من تلحينه في فيلم "الماضي المجهول"!.

وسؤال.. من إيمان عبدالرحيم من الاسكندرية:

· متى رأى محمد فوزي زميلته الفنانة مديحة يسري لأول مرة.. وهل ولد الحب بينهما من أول لقاء؟

وأجيب:

- كان أول لقاء شخصي وفني بين محمد فوزي والسيدة مديحة يسري عندما اشتركا معاً في تمثيل دوري البطولة في فيلم "قبلة في لبنان" من انتاج حلمي رفلة، وقد صُورت بعض مشاهد من هذا الفيلم في لبنان، وقد كان يبدو على فوزي أنه أحب مديحة يسري بعمق، بل وكان مأخوذاً بجمالها، وشخصيتها، وتهذيبها، وخصائلها الحلوة، غير انه آثر أن يكتم هذا الحب، لأن مديحة يسري لم تكن تحس بهذا الحب، فقد كانت يومئذٍ مشغولة بحبها لأحمد سالم، وهو الحب الأكبر في حياتها!! ومن ثم ظل الحال بين فوزي ومديحة على ما هو عليه بعد أن تكرر اشتراكهما معاً في عدة أفلام، إلى أن توفي أحمد سالم، وكان محمد فوزي أمام مديحة يسري يواسيها في محنتها، ويحاول الترفيه عنها، وبعد أشهر وجد في نفسه الجرأة لكي يصارحها بحقيقة مشاعره نحوها، فوافقت على الزواج به، وعاشا معاً في شقة صغيرة في عمارة "الايموبيليا" إلى أن انتقلا إلى بيت الزوجية وهو عبارة عن فيلا في شارع الهرم، وبعد عام أنجبا ابنهما "عمرو".