صباح: مسلسلي صعب مع حكاية سبعة أزواج كادوا أن يصبحوا ثمانية
سنة 2010 كان بدأ الحديث عن التحضير لمسلسل يروي قصة حياة الفنانة الكبيرة الراحلة صباح، وعندما التقيتها في فندق «كومفورت» كان المسلسل هو المحور الحديث بالإضافة بالطبع الى بعض ذكريات الفنانة الراحلة التي دائماً كانت تخصني بذكريات كانت ترويها للمرة الأولى.
مي سربيه شهاب
عندما زرتها كنت أتوقّع أن أرى سيّدة متعبة حزينة بعد كل الأخبار التي تناقلتها الصحف عن حالتها الصحية، ولكن كان حديثنا التليفوني المستمر يطمئنني الى أن صباح ما زالت وفي وعيها وذاكرتها على أفضل ما يكون، وعندما التقيتها مؤخراً في مقر إقامتها في فندق «كومفورت» رأيتها نشيطة أنيقة ضاحكة، مما يؤكد أن في هذه الفنانة ميزة حب للحياة غير عادية تجعلها أسطورة فن سيذكرها التاريخ الفني على مدى الأجيال.
• ما آخر أخبار المسلسل الذي يروي قصة حياتك؟
- بصراحة أنا زهقت من هذا المسلسل، من كثرة التأجيل وتغيير العناصر، ويا ليته لا ينفّذ، في البداية كانت الفكرة حلوة وجميلة، ولكن الظاهر أنها صعبة الكتابة، والظاهر أيضاً أن تغيير الكتّاب والمخرجين ليس في صالح العمل، وأنا أرشح مخرجاً من سوريا لتنفيذ العمل، لأني شاهدت بعض الأعمال الدرامية
السورية وأعجبتني جداً، أما من مصر فأرى أن المخرج الأنسب لتنفيذ المسلسل هو المخرج أحمد يحيى. وأنا عبر «الموعد» أوجّه له نداء ودعوة لأقول له إنني سأكون مطمئنة لو أنه هو الذي يخرج المسلسل، وعلى فكرة أحمد هو الذي أخرج لي فيلم «ليلة بكى فيها القمر».
• ما سبب كل هذا التغيير في عناصر المسلسل؟
- كنت قد وقّعت للمنتج مروان حداد أن ينتج المسلسل، ولكن اتضح أني نسيت أني وقّعت لتلفزيون «المستقبل» لإنتاج مسلسل عن حياتي، ولم تقبل إدارة تلفزيون «المستقبل» أن تتخلّى عن إنتاج المسلسل، وأعتقد أن هذه كانت فكرة فادي لبنان زوجي السابق في أن أوقّع على العقد، واكتشفت أني وقّعت على
العقد بإسم «صباح» وليس بإسمي الحقيقي جانيت فغالي، كما تقتضي العقود عادة، ورغم الوساطات مع السيدة بهية الحريري والشيخ سعد الحريري إلاّ أن إدارة التلفزيون تمسّكت بالعقد وقالوا لي: كل ما دفعه لك مروان حداد نحن على استعداد لأن نعيده لك وأكثر.. وهكذا دفعت لي أسرة الحريري، وأعدتُ العربون الذي كنت قد قبضته من مروان حداد، والقائم على الإنتاج اليوم هو صادق الصبّاح، وفي البداية تمّ الاتفاق مع المخرج حاتم علي لتنفيذ المسلسل ففرحت جداً لأنه مخرج كبير، لأنني أرى أن في إخراجه ما يسمّى بـ«الأبهة» وجاء حاتم علي واجتمع بي، ثم جاء الكاتب أيمن سلامة لكتابة المسلسل ثم ترك العمل وجاء فداء الشندويلي. وحتى الآن تمّ تغيير المخرج أكثر من مرة ولا أعرف من هو المخرج حتى الآن.. على العموم العمل صعب، ماذا سيفعل الكاتب بسبعة أزواج ومفاجأة الزواج الثامن..
• هذه لم أفهمها، ماذا يعني مفاجأة زواج ثامن؟
- لا يعني أني سأتزوج للمرة الثامنة، بل إنه في حياتي كان سيكون هناك زواج ثامن وهو سيكون مفاجأة في المسلسل.
• لا.. أريد بعض التفاصيل حول الزوج الذي كاد بسببه أن يكون عدد أزواجك ثمانية؟
- كان شاباً وسيماً عرفته في «ديترويت» في أميركا وكان يحب ركوب سيارات «الليموزين»، وكان من صيدا، وكان يحدّثني عن الزواج وكنت بالفعل قد انبهرت به، إلا أنه أخفى عني أنه متزوج وعنده صبي، فعندما قابلت زوجته وعرفت ما أخفى عني، وضّبت حقائبي وعدت سريعاً الى القاهرة - وكنت وقتها أقيم هناك - فلحق بي الى القاهرة، ولم أقل له إني عرفت حقيقته، بل قلت له إني لا أستطيع أن أتزوج من فنان، وكان وقتها يريد أن يصبح مغنياً، وبعدها تزوجت من الفنان أنور منسي والد ابنتي هويدا، المهم أن هناك ثمانية أشخاص في حياتي يجب أن يتناولهم المسلسل وهؤلاء لوحدهم مع حكاياتهم يلزمهم أكثر من ثلاثين حلقة.
• ما سر التغيير في كتّاب ومخرجي المسلسل؟
- لا أعرف، والتي تعرف هي كلودا إبنة أختي لمياء فهي التي تتواصل مع جهة الإنتاج وتساعدهم.
وأسأل كلودا فتقول:
-إن جهة الإنتاج لا تضعنا في أجواء ما يحصل ولا أسباب تغيير الكتّاب والمخرجين، فأنا عرفت مؤخراً من مصادري أن المخرج أحمد شفيق انسحب من العمل، ولم أعرف عن هذا التغيير من جهة الإنتاج.
وتلتقط الحديث صباح وتضيف ضاحكة:
- الزوج الثامن جعل المخرج يترك العمل.
ثم تضيف قائلة:
- من مصر أرشّح أحمد يحيى، ولن ينجح العمل من مصر إلا معه، أما إذا لم يتحقّق ذلك فأنا أحب جداً أن يكون المخرج من سوريا.
• هل اطلعت على ميزانية المسلسل؟
- لا، ليس من حقي، ولكن قالت لي كلودا إبنة أختي أن الكاتبة كلوديا مرشليان كانت قد كتبت الحلقة الأولى من المسلسل الذي كان سينتجه مروان حداد، فلا أعرف لماذا لم تتمّ الإستعانة بها، أو إذا كان المسلسل صعباً فالأفضل ألاّ ينفّذ.
• أنت الآن تتمنين أن لا يخرج المسلسل الى النور؟
- أنا الآن لم أعد أريد أن ينفّذ لأني خائفة من ألاّ يكون على مستوى ما أتطلّع اليه، مع أن أسرة الصبّاح كانت قد أنتجت لي أفلاماً جميلة وهم يتمتعون بالذوق الرفيع، إلا أني خائفة مما يحصل من تغيير، ثم إني لم أقرأ بعد أي شيء.
• يقال إنه تمّت كتابة خمس وعشرين حلقة؟
- لم يتم بعد إطلاعي على أية حلقة، ومن حقي في العقد أن أطّلع على كل حلقة قبل تنفيذها وبعد التصوير ومن حقي أن أنتقي أغلب العناصر التي ستمثل إلا الشخصيات الرئيسية.. على العموم لو تمّ رصد ميزانية كبيرة، المسلسل سيجني الكثير من المال، حتى الآن تمّ بيعه لسبع محطات تلفزيونية وحتى
لمحطة تركية، وقد اتصلوا بي من تركيا يريدون تنفيذ فيلم وثائقي عني.
• هل التقيت بـ:كارول سماحة التي ستمثّل شخصيتك؟
- نعم، وحتى اليوم تلقيت اتصالاً منها قالت لي فيه: قولي لي كيف أتعمق في شخصيتك، قولي لي ماذا كان إحساسك عندما وقفت لأول مرة أمام الكاميرا، فقلت: أنت ممثلة مسرحية جيدة فمثّلي ما تشعرين به، أنا عندما مثّلت كنت صغيرة جداً، والآن لا أستطيع أن أعرف ما هي مشاعري وقتها.
• مَن اختار كارول سماحة؟
- صادق الصبّاح، وعندما قال لي إنه رشّحها فرحت لأني أحبها على المسرح.
• كارول فيها من روحك ومن شخصيتك؟
- نعم أرى فيها أشياء مني، وأعتقد أنها ستنجح، أحياناً هناك مخرج يأخذ عملاً فيه كلمتان فيصنع منه عملاً مبهراً، وأحياناً كاتب السيناريو ممكن أن يهبط بالعمل.. يجب أن تكون كل عناصر العمل جيدة.
• هل اجتمعت بالكاتب فداء الشندويلي؟
- نعم جاء لزيارتي في لبنان وخلال زيارته كان يستمع الى ما أقول وكان قليل الكلام، وقالت لي كارول: إن السيناريو جميل جداً.
• هل ستحضرين أول يوم تصوير؟
- لا، قد تخاف كارول لو كنت موجودة، أريد أن تكون على سجيتها.
• متى سيبدأ التصوير؟
- خلال أيام قليلة.
• سترتدي كارول فساتينك؟
- نعم، وقد أخذت كل فساتيني الموجودة عند المصمم وليم خوري، حتى أن الفساتين كلها كانت على قياسها.
• كان هناك عدة ترشيحات للدور منها: رولا سعد ورويدا عطية؟
- رولا خافت من الدور، أما رويدا فلم تعد تشبهني، فقد رأيتها على شاشة mbc فانتبهت الى أنها لم تعد تشبهني، أنا أحبها كثيراً وأحب صوتها ولكن المسلسل سيكون باللهجتين المصرية واللبنانية.. وصعب أن تدخل اللهجة السورية لو مثلته فنانة سورية.
• الأغاني في المسلسل ستكون بصوتك وليس بصوت كارول سماحة؟
- صحيح.
• فداء الشندويلي كتب السيناريو بناءً على ماذا؟ على ماذا ارتكز؟
- سجّلت بصوتي حوالي أربع ساعات رويت فيها قصة حياتي.
تدخّلت كلودا في الحوار وقالت: قدّمت له أيضاً حوارات مسجّلة تلفزيونية لصباح خلال رحلة حياتها بالإضافة الى أرشيف أحاديثها.
• قيل إن المسلسل فيه فضائح، وأنه يروي قصة حياتك من وجهة نظرك حيث ستظهرين فيه الضحية؟
- أولاً أنا ليس في حياتي أية فضائح، وأنتم كأسرة سربيه عرفتموني من زمان وأكثر الناس معرفة بي، فأنا ليس عندي فضائح في حياتي، وأنا أروي قصتي كما عشتها بكل وضوح وبكل أمانة، وليس فيها ما يجرّح إلا إذا البعض أراد أن يجرّح أنا ربما أكون «القديسة» الوحيدة بين المغنين لأنني تحمّلت الكثير وتعذّبت كثيراً، وعمري ما آذيت أحداً أو سرقت أحداً أو تذمّرت.. ثم أنا دائماً كنت متزوجة وأولادي في البيت فمن أين ستكون الفضائح؟ البعض يعتبرني بسيطة التفكير ولكنني لست كذلك، وزهير عسيران كان يقول لإبني: والدتك أشرف ست.
• هل تمّ اختيار الممثلين الذين سيشاركون في المسلسل؟
- لم أعرف بعد من سيمثّل، ولكن في العقد يقترحون عليّ أسماء فإما أن أوافق عليها أو لا.
• النهاية ستكون مفتوحة؟
- قد لا أكون على قيد الحياة لأراه، ولكني أتمنى أن ينفّذ بشكل جيد.
• قيل إن شخصية والدي الصحفي الراحل محمد بديع سربيه ستظهر في المسلسل.. ماذا عن دوره؟
- سيظهر كصديق كنت أشكو له همي وكيف ساعدني ووقف الى جانبي، ولم نترك بعضنا أبداً.
• هل تحدّث القيّمون على المسلسل الى الناس الذين عايشوك؟
- كلودا أعطتهم أسماء ولكن لا أعرف إذا كانوا قد اتصلوا بهم أو لا.
• زارك ابنك منذ فترة في بيروت؟
- نعم، هو مقيم في أميركا، وقد جاء ليزورني وليطمئن على صحتي.
• هل هو سعيد بالمسلسل؟
- لا يعرف به، ولكن لو كان المسلسل جيداً سيسعد به، أما هويدا فقالت إننا إذا تناولناها في المسلسل سترفع قضية، ولكني سأروي كيف أخذها والدها مني وكيف أرجعتها فقط.
• منذ عدة سنوات أنت لا تقومين بأي نشاط فني وتعرّضت لأزمات مرضية، كيف هو وضعك المادي؟
- الله كبير، وهو مسلّط لي ناس لمساعدتي هم ملائكة الموسيقى، هناك ناس طيّبون من الخليج وقفوا الى جانبي، وأيضاً الرئيس الليبي معمّر القذافي، وأنا بطبعي أتخطّى كل ظرف وأتأقلم بسرعة، أنا لي الكثير من الأصدقاء ولو أريد أطلب بإسم صباح الإنسانة وليس الفنانة.
... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)