مسلسل / أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء العاشر)
فنانون: عمر الشريف
أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء العاشر)

أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء العاشر)

·أمضيت ستة أشهر مع صوفيا لورين في اسبانيا!

· قبل أن أراها كانت تبهرني بجمالها وأنوثتها..

.. وحديث النساء هو الحديث الأحب إلى عمر الشريف.. ولأن الحظ شاء له أن يكون على امتداد سنوات وسنوات "الدون جوان" اللامع شرقاً وغرباً، فأنه يكاد يصبح قاموساً في أنواع النساء، وطبائعهن ونوعيات جمالهن!.

فماذا قال النجم الراحل عمر الشريف عن الحب والنساء في الحديث الذي أدلى به لمجلة "الموعد" عام 1978.

·        أليس غريباً أن تنطلق في السينما العالمية بشخصية "الدون جوان" مع أنك في الفيلم الأول الذي صنع شهرتك وهو "لورنس العرب" لم تحب أية امرأة؟..

يبتسم النجم الشهير ويجيب:

-       وأكثر من هذا، فان الفيلم كان خالياً تماماً من النساء، ولقد عشت في صحراء الأردن ما يقارب العامين، وهي المدة التي استغرقها تصوير الفيلم وأنا لا أرى حولي إلا الرجال، حتى جاء وقت عليّ شعرت فيه بأن اللقاء مع امرأة هو أحد أكبر الآمال التي أتوق إلى أن تتحقق، وبين حين وآخر كان الشوق إلى النساء يتزايد عندي، فأصحب أحد زملائي في الفيلم ونطير إلى بيروت حيث يكون همنا الأول أن نذهب إلى أية أمكنة نجد فيها نساء نقدر على مجالستهن، والتحدث إليهن،.. ان قيمة النساء تكون أكبر عندما يجد الرجل نفسه محروماً منهن..

وأذكره بأن:

·        عديداً من الناس قالوا يوم مثلت في فيلم "سقوط الإمبراطورية الرومانية" دوراً ثانياً، أو حتى ثانوياً، انك لم تقبل بتمثيل هذا الدور إلا لأنه جمع بينك وبين النجمة الإيطالية صوفيا لورين وهي أول امرأة أوروبية أحببتها من نساء السينما، خصوصاً وأنك كنت يومئذٍ في أبهى تألق بعد نجاح فيلمك العالمي الأول "لورانس"..

ويعترف "دون جوان" الشاشة العالمية:

-       لست أنكر أن كون صوفيا لورين هي بطلة "سقوط الامبراطورية الرومانية" هو الذي أغراني بقبول تمثيل دور "سوحاموس" ملك الأرمن، وهو ليس الدور الرئيسي في الفيلم.. كان يكفي أن يقال لي أنني سأقضي ستة أشهر في اسبانيا، في صحبة فريق سينمائي أبرز وجوهه صوفيا لورين، لأقبل على الفور ودون مناقشة، وحتى بدون أن أنظر إلى مدى تأثير الدور الصغير الذي سأمثّله في هذا الفيلم على بريق النجاح الذي حقّقته في فيلم "لورنس".. وربما يكون ثمة شيء آخر ولكنه ليس أكثر من شعور، وهو خشيتي من أن تعتاد شركة "كولومبيا" التي كنت مرتبطاً معها بعقد احتكار، على أن تظهرني دائماً في الأفلام الخالية من.. النساء.

وأقول له:

·        وأين تمّ التعارف لأول مرة بينك وبين صوفيا لورين؟

ويجيب:

-       أول لقاء لنا كان في اسبانيا، وكان عند صوفيا لورين لهفة لرؤيتي تماثل لهفتي لرؤيتها.. فقد كانت تريد أن تعرف الشاب العربي الذي سوف يكون زوجها لمدة ستة أشهر، هي المدة التي استغرقها تصوير الفيلم، وقد شدت على يدي بحرارة عندما تمّ تعارفنا، وقالت لي انه يسعدها أن أكون واياها، الوحيدين اللذين جئنا من حوض البحر الأبيض المتوسط لنعيش وسط هذه المجموعة التي كانت أكثريتها أميركية، وقد أصبحنا، أنا وهي، صديقين حميمين منذ اليوم الأول..

وأسأل عمر الشريف:

·        قبل أن ترى صوفيا لورين وتمثّل معها، هل كنت معجباً بها كامرأة.. يعني هل كانت واحدة من فتيات أحلامك؟؟

ويجيب:

-       كانت تبهرني بجمالها وأنوثتها وجسدها الذي يبدو مثيراً جداً على الشاشة، ولكني لم أكن أختار فتيات أحلامي، ولو في الخيال، إلا من النوع الذي أحبه.. وهو نوع المرأة الصغيرة في حجمها والرقيقة في طابعها ونفسيتها.. فاتن حمامة، كانت هي النموذج الأنثوي الذي أحبه.. ان صوفيا كانت ذات أنوثة طاغية لا أحتملها..

يعني:

·        إذن .. لم تحب صوفيا لورين عندما مثّلت معها.. كنت معجباً بها فقط..

ويقول:

-       هذه هي الحقيقة.. فأنا عندما أريد أن أمثّل بحرارة أمام أية امرأة فلا بد أن يداخلني نحوها شيء من الحب، أو بعض الإعجاب.. وبالنسبة لصوفيا لورين كان إعجابي بشخصيتها هو الذي جعلني أمثّل أمامها بإحساس جيد..

 

 

واسأل عمر الشريف:

·        هل أن صوفيا لورين، كما رأيتها وأنتما تمثلا معاً، إنسانة سهلة وبسيطة..

ويجيب:

-       هي في منتهى اللطف والبساطة أثناء العمل، ولا تدع أحداً يشعر بأنها تلك النجمة الكبيرة التي يساوي اسمها ملايين الدولارات.. ولم أجدها مرة تخالف أوامر المخرج.. فقط كانت دائماً تصر على أن تصوّرها الكاميرا من الجانب الذي يبدو فيه أنفها جميلاً.. ولقد تأملت أنفها، ولم أجد فيه أي عيب، ولذلك كنت أستغرب خوفها الدائم من عدم ظهوره جميلاً خلال التصوير..

وأقول له:

·        طبعاً، ان صوفيا لورين عندما تمثّل فيلماً من إخراج زوجها كارلو بونتي تترك له أن يهتم بالزوايا التي يتم تصويرها منها..

ويردّ:

-       لقد لاحظت أنها تكون في أحسن حالات الاطمئنان والراحة عندما تمثّل في أفلام يخرجها زوجها، انها عندئذٍ لا تكون دائمة القلق كما هي في الأفلام التي يخرجها الآخرون، لأنها تثق بأن زوجها سوف لن يقبل إلا باظهارها في أجمل صورة..

وأسأله:

·        ولكن.. أي شيء يقلقها أكثر؟

ويجيب:

-       القلق هو على الشكل الذي سيراها عليه الجمهور.. هي تعرف أن لها وجهاً فاتناً ومعبراً، ولكن لا تنسى أبداً أن هناك اختلافاً بين فكيها، فالأيسر مستقيم الشكل، والأيمن مستدير، ولهذا فهي تريد مثلاً أن تصورها الكاميرا من الجانب الأيسر عندما تضحك.. ومن الجانب الأيمن عندما تعبّر بشكل هادئ..

(..بقية الحوار  في الحلقة المقبلة... )