مسلسل / أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء السادس عشر)
فنانون: عمر الشريف
عمر الشريف مع نادية ذو الفقار

أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء السادس عشر)

· نادية ذو الفقار لم تتدخل أبداً في علاقاتي مع أمها!

· أحب باريس لأنها مدينة مرحة وواضحة ..

· ديفيد لين، هو صاحب الفضل في صنع شهرتي العالمية

------------

ونتابع أطول حديث مع النجم الراحل عمر الشريف الذي أجراه مع "الموعد" عام 1978...

ما أكثر الأسئلة التي أطرحها على عمر الشريف..

فإن حياة النجم الراحل كانت حافلة بالاثارة، ومئات من علامات الاستفهام..

·  عندما كانت نادية ذوالفقار، ابنة فاتن حمامة، تعمل كسكرتيرة لك هل نجحت في عملها؟!

-  انني أنظر إلى نادية، تماماً كما أنظر إلى ابنتي، فقد كان عمرها خمس سنوات فقط عندما تزوجت أنا من أمها، وقد رأيتها بعيني وهي تكبر شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت صبية فارعة الطول، ولم تؤثر اقامتها الطويلة في أوروبا على أحلامها فبقيت فتاة محافظة، مثل بنات الشرق، وهي عندما بلغت العشرين من عمرها، كانت قد أكملت دراسة العلاقات العامة والسكرتيريا والترجمة في المعاهد السويسرية، وصارحتني بأنها ترغب في العمل معي، لأن ذلك يتيح لها أن ترضي هوايتها للتنقل بين بلدان العالم، ,ان تنتقل إلى مرحلة جديدة في حياتها تطبّق فيها عملياً ما درسته في المعاهد.. وطبعاً حققت لها هذه الرغبة، ومرت فترة تدربت خلالها نادية على يد سكرتيرتي الأولى كارولين بيفر، ومن ثم أصبحت هي تقوم بكامل أعمالها كسكرتيرة لي.

· هل كنت تجد حرجاً في أن تقوم بأية مغامرة درامية أمام نادية ذوالفقار عندما كانت تعمل كسكرتيرة لك؟!

وجوابه:

-  ان نادية فتاة على جانب كبير من الذكاء، وفي ساعات عملها كسكرتيرة لي كانت تنسى تماماً أنني مثل والدها، وتنصرف إلى عملها بكل جد واهتمام، ولا أذكر أنها حاولت مرة أن تناقشني في شؤوني الخاصة أو تعتبر نفسها رقيبة علي، بل انها لم تتدخل أبداً في خلافاتنا أو علاقاتنا أنا ووالدتها فاتن، وهذا ما جعلني أتأكد من أنها سكرتيرة ناضجة..

·  هل عرضت عليها أن تستمر في عملها بعدما تزوجت؟!

-   لا.. لم يكن ذلك ممكناً، فقد كان من الصعب أن تترك زوجها وتنتقل معي من بلد إلى آخر، ولكني ما زلت اعتبرها ابنة لي، وحبي لها لا يقلّ عن حبي لابني طارق، وفي كل مرة أجيء فيها إلى القاهرة، أحرص على أن أنزل بنفسي إلى السوق في أي بلد أكون فيه لأحمل الهدايا إلى ابنتها الصغيرة.. فاتن!.

وانتقل إلى موضوع آخر وأسأل عمر الشريف:

·  هل لي أن أعرف السبب الذي جعلك تختار باريس كمقر لاقامتك دون غيرها من العواصم الأوروبية؟!

وأجابني:

-  آه.. اني أحب باريس لأنها مدينة مرحة وواضحة، ولأني أود أن أكون على مقربة من جيادي، وأتابع كل سباقاتها..

·   أفهم أن تكون باريس مرحة.. ولكن ماذا تعني بعبارة واضحة!..

ويشرح لي:

-  عندما أقيم في باريس واختلط بأهلها ومجتمعاتها فانني أستطيع بسهولة أن أميّز بين الناس: ان أعرف من يحبني ومن يكرهني، لأن من طبيعة الفرنسيين أن تطفو مشاعرهم على وجوههم.. وهذا الوضوح لا أجده في بريطانيا مثلاً، فإن الانكليز يتميّزون بالتهذيب واللطف في حياتهم العامة، ومع جميع الناس، ومن هنا، فليس سهلاً أن نعرف عواطفهم نحوك من خلال تصرفاتهم معك لأنها تصرفات يمارسونها مع من يحبون، ومع من يكرهون في نفس الوقت..

·  أنت من طفولتك تحب اللغة الفرنسية.. فمن الطبيعي أن تحت فرنسا عندما كبرت..

-  هذا صحيح، فأنا درست في المدارس التي تعلم اللغة الانكليزية، ولكني في البيت كنت لا أتكلم إلا الفرنسية مع والدي وشقيقتي، انها لغة أحبها.. وحتى الآن فأنا أفضل التمثيل باللغة الانكليزية، ولكني لا أقرأ إلا الكتب والمجلات والصحف الفرنسية، وبالكاد أقرأ أي شيء بالانكلزية!

وانعطف بالحديث إلى مدار آخر:

·  أنت الآن تتربع على قمة الشهرة، ولكن بينك وبين نفسك لمن تدين بالفضل في هذه الشهرة التي وصلت إليها؟!

ويقول:

-  أدين بالفضل أولاً لفاتن حمامة باعتبار انها وهي النجمة الكبيرة، أتاحت لي الفرصة لأمثّل أمامها، وأنا لم أكن إلا مجرد شاب مغمور يهوى السينما، هذا بالنسبة للسينما المصرية أما بالنسبة للسينما العالمية، فانني أدين بالفضل الأول للمخرج ديفيد لين، فهو الذي منحني ثقة كبيرة بنفسي، وقدّمني في فيلمي الأول "لورانس العرب" ثم عندما تعثرت خطواتي، عاد من جديد يمسك بيدي، ويوجهني نحو الأفضل..

وأسأله:

· وهل تعثرت خطواتك؟! بالرغم من أن فيلم "لورانس العرب" أعطاك شهرة داوية..

يجيب عمر الشريف:

-  أعطاني الشهرة فعلاً.. ولكن هذه الشهرة لم تكن ممكناً استمرارها إلا إذا استطعت أن أظهر أمام الناس دائماً ضمن اطار سينمائي جيد، ولقد أخطأت بعد فيلمي الأول، في اختيار بعض أدوار مثلتها في أفلام لم تكن ناجحة، ثم جاء وقت أحسست فيه بأن البريق الذي اكتسبته قد بدأ يخبو، ولكن ديفيد لين سارع من جديد إلى اتاحة فرصة كبيرة لي فتجددت شهرتي، وعاد إليّ البريق الذي كنت قد فقدت بعضه!..

·  متى كانت هذه الفرصة... أقصد في أي فيلم؟!

ويقول النجم الشهير:

-  في فيلم "دكتور جيفاغو"، وقد مثّلت فيه أعظم أدواري، لن أنسى، بالرغم من مرور السنين، ان معظم السينمائيين عارضوا في ترشيحه لي لتمثيل هذا الدور، بل وسخر منه النقاد لأنه يريد اسناد دور شاعر روسي إلى ممثل عربي، غير أن ديفيد لين صمّم على رأيه، وتحدى كل الآراء المعارضة في الشركة التي أنتجت الفيلم، وهي شركة "مترو غولدوين ماير" وأسند إليّ الدور، وكم كانت سعادته كبيرة عندما نجحت في تمثيل هذا الدور..