مسلسل / أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الخامس عشر)
فنانون: عمر الشريف
..وراقصا مع يسرا على غناء علي حميدة

أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الخامس عشر)

· أخرج كل يوم مع امرأة.. ولا أحب واحدة منهن..

·  ليتني أجد امرأة فيها خفة دم المصرية وبساطة الفرنسية وعيون الانكليزية وجمال السويدية وعقل الألمانية

 

ونتابع في هذه الحلقة ما قاله عمر الشريف للـ"الموعد" عام 1978 وتحدث في الحوار عن النساء في حياته·  

-----------------

-       ولكن.. هل تنكر أنك "دون جوان" شهير، ومحاط بالنساء دائماً!.

ويرد دون أن يبتسم:

·        انني رجل غير متزوج في الوقت الحاضر، وليس في حياتي إنسانة معينة، ولهذا لا حرج عليّ إذا ما خرجت كل يوم مع امرأة جديدة.. ان في هذا وحده الدليل على أنني لم أتعلق بواحدة منهن، وأنا لا يضايقني ما يُكتب عني من قصص حب، لأنني أدرك أن شهرتي تجعل الأضواء مسلّطة عليّ، وأن كل علاقة لي ولو كانت بريئة يمكن أن تتحوّل إلى قصة حب من نسج الخيال..

-       كالقصة التي نسجت حولك وحول الممثلة المصرية سهير رمزي قبل عامين؟؟

·        فعلاً، كانت حكاية غريبة.. ولكن لم تكن جديدة عليّ، فقد تكرّرت معي أكثر من ألف مرة.. وكان مصدرها أنني سهرت مرتين في بيتها، في حفلات كانت تضم أشخاصاً كثيرين وكنت سعيداً بالجو الذي رأيته في السهرتين مع أصدقاء كثيرين لي.. وعندما وصلت إلى باريس، بعد مغادرتي مصر، سُئلت إذا كان صحيحاً أنني عقدت خطوبتي على سهير رمزي، وأن زواجي منها قريب.. فأجبت بالنفي، لأن ذلك كان هو الحقيقة، على العموم انها بالنسبة لي لم تكن حكاية مهمة، ولكن هنا في مصر كان هناك اهتمام بالحكاية أكثر من اللازم..

-       عندما تحب، أو لو أحببت، فهل ما زالت عندك مشاعر الغيرة التي يتميّز بها الرجل الشرقي؟؟!.

·        لم أكن.. ولن أكون غيوراً أبداً، وأنا أرى أن الغيرة هي مجرد شعور أبله.. فعندما أحب امرأة فلا بد أن أثق بها، لأنني أعرف أنها تحبني، ولا شيء أبداً يرغمها على أن تعيش معي إذا لم تكن تحبني، وعلى كل، فإن هذه هي فلسفتي الخاصة التي تجعلني لا أشعر بالغيرة إطلاقاً، وربما كانت هذه الفلسفة نابعة من ثقتي العمياء بالناس!.

-       بعد معايشتك للمرأة الأوروبية والأميركية.. هل وجدت فرقاً شاسعاً بينهما وبين المرأة الشرقية؟؟

·        أعترف بأن ما وجدته عند المرأة الشرقية من أنوثة وحنان لم أجد مثله أبداً عند المرأة الغربية، وأكثر ما يميّز المرأة الغربية أنها ليست رقيقة في معاملتها للرجل كالمرأة الشرقية.. وطبعاً، في حالات الحب الصادق، فإن المرأة تكون هي المرأة أيا كانت جنسيتها، ولو أن أسلوب الاخلاص عند نساء الغرب يختلف عنه عند نساء الشرق..

-       بعد المرأة الشرقية.. أظن أنك أكثر إعجاباً بالمرأة الفرنسية..

ويرد:

·        هذا حقيقي، وأنا أقوله وأحسّ به باستمرار، فالمرأة الفرنسية ما زال فيها الكثير من الجاذبية الأنثوية والطبيعية، بحيث أن الموضة لم تحوّلها إلى تمثال جميل يفتقد الروح والحياة، ثم أنها ما زالت محتفظة بشيء من الضعف أمام الرجل... وفي السنوات الطويلة التي أقمتها في باريس لاحظت أن النساء الفرنسيات أنيقات جداً، ولكن ضمن حدود، وبلا بهرجة زائدة، وأنهن لا يجرين بلا وعي وراء صيحات الموضة الحديثة، صحيح أن باريس هي التي تصدّر إلى العالم كل خطوط الموضة، وتسعين بالمائة من أنواع مساحيق التجميل، ولكن كل هذا يعتبر بضاعة للتصدير، وليس لاستهلاك المرأة الفرنسية نفسها التي ما زالت تفضّل البساطة في الأنوثة والأناقة. وأكثر ما يعجبني في المرأة الفرنسية هو أنها أكثر احساساً بالفن من سواها، انها تعتبر التابلوه الجميل في صالونها ضرورة ملحة للبيت، تماماً مثل رغيف الخبز، وحتى لو كانت موظفة متواضعة الدخل، وأيضاً فإنها عندما تذهب إلى نزهة في حديقة فإن أول ما تأخذه معها هو جهاز التسجيل لتستمتع بالموسيقى من خلاله. ثم ألاحظ أن الفرنسيات قارئات ممتازات، وقل أن ترى امرأة فرنسية وليس في يدها كتاب، أو لا تقرأ الكتب باستمرار..

-       إذن .. هناك فارق كبير بينها وبين المرأة الأميركية؟؟.

·        فارق بعيد جداً.. ان المرأة الأميركية تفتقد الشخصية المميّزة، ولا تسعى وراء ثقافة العقل، وقد أفسدتها الحرية الزائدة فجعلتها تنسى حتى أنوثتها..

-       إذن.. ماذا عن المرأة الانكليزية؟؟

·        انني أرى السحر كله يتجمّع في عيون الانكليزيات، وأجسادهن تُخيّل إليّ انها نتاج قالب واحد لتمثال مكتمل الجمال.. ولكن المرأة الانكليزية، في هذا الزمن، لم تعد تلك المرأة العاطفية، بل أن الحب بات عندها مجرد لقاء جسدي مع الرجل، ثم أنني أرى أن تخليها عن التقاليد العريقة جعلتها تغرق في بحور التصنع والزيف..

-       والإيطاليات؟

ويجيب:

·        لفت نظري أن هناك وجوه شبه عديدة بين الإيطاليات والمصريات، فالمرأة الإيطالية هدفها الأول والأخير هو الزواج.. ولهذا ما أن تحب رجلاً، أو تشعر بأن رجلاً يحبها، حتى تضع نصب عينيها فوراً أن يكون الرجل زوجاً لها.. وعلى العموم فعند المرأة الإيطالية الكثير من أخلاق الريف وعاداته وطبائعه، وهذا ما يجعلها الزوجة الأصلح..

-       لو أنك أحببت امرأة أوروبية.. فهل يروق لك أن تتمتع بحريتها؟؟.

·        صحيح أنني ما زلت شرقياً، رغم أن حياتي كلها أصبحت أوروبية، الا انني لا أوافق على أن تعيش المرأة في عصر الحريم، وسواء أكانت المرأة التي أحبها شرقية أو غربية، فأنا أرفض أن تكون أسيرة لرغباتي ومزاجي وأن تفقد شخصيتها وحريتها في ابداء رأيها..

-       حريتها في إبداء الرأي فقط؟؟

يجيب:

·        طبعاً، ولست أبداً أهضم أن يكون للمرأة حرية كالتي تتمتع بها في السويد، أي حريتها في أن تختار لنفسها عشيقاً إذا لم يكن الانسجام قائماً بينها وبين زوجها.. انني أنظر إلى حرية المرأة السويدية على أنها أمر طبيعي في مجتمع له مفاهيمه الخاصة، بل ربما أقول أن هذه الحرية قد تكون سبباً في وضوح العلاقة أكثر بين الرجل والمرأة.. ولكن، ومع ذلك، فانني لا أقدر، وفي أعماقي طبائع الرجل الشرقي، على تقبّل هذه الحرية..

-       ولو أنك أردت الزواج الآن، فمن أي بلد تختار زوجتك؟؟

يجيب:

·        لا تهمني الجنسية، المهم أن أحبها.. وليتني أجد امرأة فيها خفة دم المصرية، وبساطة الفرنسية، وعيون الانكليزية، وجمال السويدية، وعقل الألمانية..

(البقية في الحلقة المقبلة)