مسلسل / أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء التاسع)
فنانون: عمر الشريف
أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء التاسع)

أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء التاسع)

*  ليس من طبيعتي أن أختزن المال 

* "فريق عمر الشريف" حقّق أكبر الانتصارات الدولية

* دعاني شاه ايران على العشاء وأهداني كمية من الأرز الايراني

 

في هذه الحلقة التي تحدث فيها النجم الراحل عمر الشريف لــ"الموعد" في عام 1978،تابع فيها الحديث عن البريدج  فماذا قال؟

وقلت له:

 إذن.. لم يبق لك من الهوايات سوى "البريدج".. ولكن متى بدأت هوايتك لهذه اللعبة؟ ..

أجاب:

- لقد استهوتني هذه اللعبة عندما كنت أمارسها سطحياً في القاهرة مع بعض الأصدقاء، وهي في الأصل كانت لعبة منتشرة جداً في المجتمعات الارستقراطية، ولكي أعترف بأنني لم أتعلق بهذه اللعبة، إلا عندما عشت في المجتمعات الأوروبية والأميركية، وتأكدت من أنها فعلاً لعبة مثيرة، وتعتمد على الذكاء واليقظة أكثر مما تعتمد على الحظ، وقد أسرتني لعبة "البريدج" فقرأت عنها كثيراً وأخذت أراقب الذين يلعبونها بدقة واهتمام واستطعت أن أفهم ان من  أهم الضرورات في لاعب "البريدج" هو أن يكون صبوراً، ونشطاً، وقوي الأعصاب..

وسألته:

 وكيف وصلت إلى أن تكون أحد أشهر لاعبي "البريدج" في العالم؟؟

وكان جوابه:

- بالمثابرة.. انني أخذت أولاً أشترك في المهرجانات الدولية لــ"البريدج" وكانوا يرحبون بي دائماً بوصفي إنساناً مشهوراً،  وقد ألفت فيما بعد فريقاً من أبرع  اللاعبين وجعلت اسمه "فريق عمر الشريف" وخاض هذا الفريق معي عدة مباريات دولية، خصوصاً في أكثر مدن الولايات المتحدة الأميركية، وحتى الآن فانني حققت بهذا الفريق أكبر الانتصارات في سلسلة من المهرجانات الدولية..

وأقول له:

 المباريات الدولية هذه من ينظمها؟؟

ويخبرني بأن:

- هناك نواد عالمية للعب، تتبنى فرق "البريدج" وتخوض بها المباريات الدولية، وتكسب منها الأموال الكثيرة..

وأقول:

 وأنت؟!. ألا تكسب شيئاً عندما يتحقّق النصر لفريقك في هذه المباريات..

ويعترف:

- أنا شخصياً لا أكسب، والمبالغ التي يربحها الفريق أوزعها على الأعضاء اللاعبين لأنهم كلهم من المحترفين، الذين يعتبرون "البريدج" المورد الأهم لهم وما يهمهم هو أن يكسبوا من وراء هذا الاحتراف، أما أنا فيكفيني ما أكسبه من السينما..              

وأساله:

 لو أن الفريق لم يشترك في أية مباراة دولية.. فهل أن ذلك يجعلهم بلا مورد..

ويجيب:

- لا يمكن أن تمر سنة دون أن نشترك في مباريات تحقق لكل لاعب دخلاً يزيد عن العشرة آلاف دولار سنوياً.. وعلى كل حال، فأنا وأعضاء الفريق أصدقاء، ونعتبر أنفسنا بمثابة عائلة واحدة تتقاسم الانتصارات عندما تتحقّق.. ولو أنني صرفت أي مبلغ على هذا الفريق فإن هذا المبلغ لا يزيد عن خمسة بالمائة من الأموال التي كنت أخسرها على موائد القمار..

وأحب أن أعرف من عمر الشريف..

هل حدث أن كاد "البريدج" يشغلك عن عملك السينمائي في يوم من الأيام؟؟

ويروي لي أنه:

- كاد مرة أن يحدث الصدام بين هوايتي لــ"البريدج" وحبي للتمثيل السينمائي.. فقد كنت في احدى المرات مرتبطاً على السفر مع فريقي إلى لبنان للاشتراك في المباراة الدولية السنوية

لــ"البريدج" وحدث أن أبلغني مخرج فيلم "الرولز رويس الصفراء" الذي مثلته مع انغريد برغمان، ان تصوير الفيلم سيبدأ في نفس الوقت الذي حددته للسفر.. وبالرغم من انني كنت بشوق بالغ لأن أمثّل مع انغريد برغمان، احدى أبرز النجمات اللواتي كنت معجباً بهن في طفولتي، فقد اضطررت إلى إبلاغ المخرج اعتذاري عن عدم استطاعتي الحضور في الوقت الذي حدده لبدء التصوير، وتركت له الحرية في اختيار سواي ليلعب دور البطولة في هذا الفيلم..

وقلت بدهشة:

وهل خسرت الدور؟؟

فضحك وقال:

-  من حسن الحظ أن تصوير الفيلم قد تأجل لسبب لا يتعلق بي، وهكذا تمكنت من إرضاء هوايتي للبريدج، دون أن أخسر بطولة الفيلم.

وأساله:

 هل تتشاءم من وجوه معينة وهي تراقبك عندما تلعب البريدج؟؟

يجيب:

- ليس دائماً، خصوصاً وأن كل حواسي تكون مشدودة إلى اللعب وأنا على مائدة "البريدج" بحيث لا أرى من يقف أمامي، ولكن أحياناً أشعر بانقباض نفسي إذا كان أثاث لون النادي الذي ألعب فيه يحتوي على ألوان بنفسجية، وكذلك فإنني لا أطيق أن أرى عيوناً خضراء تحدق بي عندما ألعب، وأحسّ بأن خسارتي عندها ستكون محتّمة..

وأساله أخيراً:

 من هي أشهر الشخصيات التي لاعبتها في "البريدج"؟؟

ويقول:

- كانت أشهر شخصية جلست معها على مائدة "البريدج" هو امبراطور إيران، الشاه بهلوي، والشاهبانو فرح ديبا، كان ذلك بالصدفة، ففي شتاء عام 1967 كنت قد جئت إلى "سان مورينز" في سويسرا لاشترك لأول مرة في الدورة الرسمية لــ"البريدج" وتلقيت دعوة لزيارة الشاه والشاهبانو، ومشاركتهما لعبة "البريدج" ولبيت الدعوة فعلاً إلى قصرهما في الجبل، وكنت محرجاً لأنه لا يجدر بي أن أفوز على الامبراطور.. وقد أنقذني الشاه من الحرج عندما أوقف اللعب بعد جولة قصيرة ودعاني لتناول العشاء معه ومع الامبراطورة، وكان العشاء فاخراً ويتألف من أجود أنواع الكافيار، ومآكل من الأرز الإيراني الذي لم أستطع إلا أن أبدي للامبراطور والامبراطورة مدى استمتاعي به.. وكانت لفتة حلوة من الشاه عندما فوجئت وأنا خارج من القصر بأحد المرافقين يسلّمني لفافة أنيقة، وعندما فتحتها في الفندق وجدت أنها تحتوي على كمية من الأرز الإيراني!..

وبقية الحوار مع النجم الراحل عمر الشريف في الموعد المقبل.