مسلسل / أطول حديث لـ: رشدي أباظة (الحلقة الأخيرة)
فنانون: رشدي أباظة
أطول حديث لـ: رشدي أباظة (الحلقة الأخيرة)

أطول حديث لـ: رشدي أباظة (الحلقة الأخيرة)

• تأثرت بالكتب التي تتحدث عن السحر والأرواح
• لو كانت ابنتي موهوبة لما منعتها من التمثيل
• أتكلم ست لغات تعلمت نصفها بالفهلوة!
• أنا الآن رجل أعمال وسأمتلك فندقاً سياحياً..
 
في حواره مع الـ«الموعد» عام 1979 كان  النجم رشدي أباظة وبين السؤال والسؤال يتوقف لحظات عن الكلام ليجيل النظر فيما حوله..
ولا بد أنه بالفعل، يبحث عن شيء لا يعرفه..
ومرة جديدة أحاول، من خلال أكثر من سؤال، أن أفهم مافي أعماقه..
 
* * * 
 
أراه يطفئ سيجارة ويسارع الى إشعال غيرها فأسأله:
 
• هل يضايقك أنك تعيش وحيداً؟
- ويرفع رأسه الى فوق متأملاً زرقة السماء وقائلاً:
- أبداً لا تضايقني الوحدة، بل أبحث عنها وأسعى اليها، وأنا أقيم هنا في كابينة صغيرة في حديقة «مينا هاوس» لكي أستمتع بها..
وأتابع السؤال:
 
• ولكن، إقامتك هنا، في فندق وفي وسط الناس، يدل على أنك تحاول الهروب من الوحدة..
أجاب:
- أنا لا أقول إني أريد الوحدة دائماً، ولكن هذه «الكابينة» لا أحد يقترب منها ومني عندما أنشد الوحدة.
وأقول له:
 
• عندما تكون وحيداً.. ما الذي يشغلك؟
ويرد:
- القراءة، إنها أهم شيء في حياتي، وقد قلت لك إنني قرأت حتى الآن ما يقارب الثلاثين ألف كتاب، ودائماً أحب أن أقرأ لكبار الكتّاب العالميين، وأحاول أن أخرج من أي كتاب أطالعه بفكرة لقصة سينمائية، غير أن النوع المفضل عندي والذي يتعبني أيضاً هو مطالعة الكتب التي تتحدث عن السحر، والأرواح، وأسرار الحياة..
ولكن:
 
• ما دام هذا النوع من المطالعة يروق لك، فلماذا يتعبك؟
هز برأسه وقال:
- لقد تأثرت به في فترة ما، فربيت ذقني وصرت أتصور الأشياء بمفاهيم خاصة، فأقول مثلاً إن هذه الطاولة ليست طاولة.. الخ.. ولكنني صحوت في الوقت المناسب.
والى سؤال آخر:
 
• كم لغة تتكلم؟
ويجيب:
- أتكلم ست لغات: هي الفرنسية، الإيطالية، الانكليزية، الإسبانية، اليونانية والعربية طبعاً..
وباستغراب أسأله:
 
• وأين تعلمت هذه اللغات؟
ويشرح:
- تعلمت الإيطالية من والدتي، والفرنسية والانكليزية في المدرسة، والإسبانية من الراقصة ماريا تيريزا التي أحببتها، واليونانية تعلمتها بالفهلوة، أما العربية فهي طبعاً لغتي الأساسية..
وأداعبه قائلة:
 
• يقول عنك الأصدقاء، إنك موهوب في الرقص الشرقي؟ كيف اكتشفوا ذلك؟
ضحك وقال:
- هم وأنا اكتشفنا ذلك بالصدفة.. في إحدى السهرات منذ عشرين سنة، كنا نسهر في بيت المخرج المرحوم عز الدين ذو الفقار، وكان في السهرة سامية جمال، نجوى فؤاد ونادية لطفي، وأدار صاحب البيت شريطاً مسجلاً عليه بعض المقطوعات الشرقية، وتحمست، ووجدت أمامي عصا فأمسكت بها ورحت أرقص ببراعة وفن، وليلتها لم تجرؤ ولا واحدة من الراقصات اللواتي كن في السهرة على منافستي في الرقص..
وغير الرقص:
 
• أية هوايات تمارس؟
وعندي:
- هوايات كثيرة أمارسها، منها السباحة ومنها الصيد ومنها ركوب الخيل.. ولكن الهواية الأحب اليّ هي الجلوس مع أصدقاء من الرجال لكي آخذ راحتي في الكلام، وأتحدث بدون القيود التي أفرضها على نفسي عندما أجلس مع النساء!
وبالمناسبة:
 
• هل صحيح أنك طيّب القلب؟
ويقول:
- أنا أعتبر نفسي إنساناً قوياً سواء بقلبي أم بجسدي، ولكن في الوقت نفسه، أحب الناس، وأحترم الإنسانية، وتطربني الكلمة الحلوة، ومن لا يكون مثلي لا أعتبره إنساناً كاملاً، بل نصف إنسان، وأنا بالفعل طيب القلب، ومثلي لا بد أن يخدع من الرجال أو النساء، ولكنني أؤمن بأن السماء لا بد وأن تكافأني على طيبة قلبي بأن تأخذ بثأري من الذين يخدعونني..
وبينك وبين نفسك:
 
• أية حكمة تردد دائماً؟
يقول رشدي أباظة:
- هناك حكم كثيرة لم أقلها أنا ولكني أحبها، وأرددها، وأؤمن بمعناها، ومنها: «اتق شر من أحسنت اليه»، وحكمة بلدية تقول: «يا ناس يا شر كفاية قر»!.
وأسأله:
 
• هل سوف تستمر ممثلاً مهما بلغت من العمر؟
وأجاب:
- أذكر قصة عن جنرال أميركي في الزمن القديم، كان الاختيار يقع عليه وحده لكي يذهب ويحارب الهنود الحمر، وعندما سئلت قيادة الجيش عن سبب اختيارها له دائماً لهذه المهمة كان جوابها: إن الحرب مع الهنود الحمر طاحنة، والجنرال هو وحده الذي يمكن أن يحارب ويموت وهو يضع القبعة العسكرية على رأسه.
أقول له
 
• ومعنى هذا..
يجيب:
- معناه أنني أنا رشدي أباظة مصمّم على الإستمرار في التمثيل الى الأبد، وأنني سأموت وأنا واقف على قدميّ في الأستديو وعلى رأسي القبعة!.
وأتذكّر شيئاً:
 
• ابنتك قسمت.. هل عندها بعض ما عندك من موهبة تمثيلية؟
قال:
- لم ألاحظ وجود هذه الموهبة عندها.
وأعود وأسأله:
 
• وعلى افتراض أنه إذا كان عندها مثل هذه الموهبة وأرادت أن تمثّل.. فهل كنت ستوافق على أن تكون ممثلة..
بكل بساطة أجاب:
- لو أرادت ذلك، ولو أنها كانت تحب التمثيل بإحساس، لما وقفت في وجهها أو عارضت رغبتها.
قلت:
 
• اذن.. أنت لست متزمتاً..
ضحك وأجاب:

... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)