أجنبي / النجم العالمي "ميل غبسون" يقول لــ"الموعد": أقدم أفلامي للتأثير على المتفرجين
النجم العالمي

النجم العالمي "ميل غبسون" يقول لــ"الموعد": أقدم أفلامي للتأثير على المتفرجين

· آخر أفلامي كان رسالة للعالم عن أهوال وشرور الحروب

· أطلت لحيتي من أجل آخر أدواري وأنتظر بفارغ الصبر لأحلقها

· الحب ما هو الحب؟

· أهم شيء في حياتي أولادي وأسرتي

كان لقائي مؤخراً بالنجم العالمي "ميل غبسون" غير عادي. أني قابلته عدة مرات على مرّ السنين، إلا أني لم أعرفه تماماً عندما رأيته حتى اقترب مني، وبعد عدة نظرات الى وجهه، أدركت أنه "ميل غبسون".. كان شاربه كثيفاً ولحيته ضخمة مما غيَّر من شكله تماماً، وسألته ماذا عن سبب التغيير فقال أنه يمثّل في فيلم يقتضي ذلك، فعلقت على ذلك قائلاً له:" حسب التقاليد لبلاد الشرق الأقصى، أن اللحية البيضاء هي علاقة النباهة والذكاء"، فأجابني: "لا لم أكتسب الذكاء ولا شيء من هذا القبيل، بل هي فقط لأني أمثّل فيلماً في دولة "إيرلندا" مع "شون بن" Sean Pen وهذا الدور تطلّب مني أن أطيل لحيتي وشنبي وهما علامات الشيخوخة والكبر، وفي الواقع أنا أكرههما وهما تضايقاني كثيراً وأنتظر بفارغ الصبر حتى أحلق لحيتي فهي تضايقني في أكلي وتعكر مزاجي، ولكن من ناحية أخرى أنا سعيد بأن أعمل مع ممثل قدير جداً في الفيلم، وهو "شون بن Sean Pen" وسيكون فيلماً عظيماً آخر".

وسألته عن فيلم علمت أنه يحب أن ينفذه وهو عن "الفايكنج Vikings" فقال أنه ما زال يستعد لتمثيله ولكن الآن مشغول في الفيلم الذي يصوره في "إيرلندا" وتدور حوادثه في القرن التاسع عشر أي حوالي سنة 1800 ميلادية.

وقلت له أن آخر فيلم أخرجه بدأ عرضه في دور السينما في لوس أنجلس ولم يمثل فيه فهل سيتخصص في الإخراج بدلاً من التمثيل؟ فقال:" لا، سأخرج وأنتج وأمثّل في كثير من الأفلام القادمة ولكن حسب الفيلم والقصة، قد أنتج الفيلم فقط، أو أنتج الفيلم وأخرجه وكذلك قد أمثّل فيه حسب فكرتي عن الفيلم وما تتطلبه الرواية".

قلت له أن كثيراً من أفلامه عن الحروب فقال صحيح ذلك ولكن همّه الأكبر هو أن يصور الفيلم ولا يروي عظمة الحروب بل بشاعة الحروب والدمار الذي تحدثه والأهوال التي تنال من المحاربين وشهامة وشجاعة المحاربين. وآخر فيلم له أظهر ذلك بل أظهر أيضاً شجاعة الرجل الذي ضحى بحياته لكي يُنقذ أفراد فرقته العسكرية بل وأيضاً الجرحى من جنود العدو الذين كانوا منذ لحظات يحاربونه ويريدون قتله.

وفي آخر فيلم له وإسمه "هاكسو ردج" Hacksaw Ridge أظهر ساحة المعركة وكانت ساحة كبيرة فقال: "في الواقع كانت ساحة القتال تبدو ضخمة على الشاشة ولكنها كانت فقط حوالي 100 مائة متراً في 75 متر ولكننا استعملنا آلتين ضخمتين لصنع دخان وضباب بحيث يغطيان أجزاء بعيدة وكذلك الدخان يضفي صورة مكملة لأحداث المعركة التي تدور أحداثها في أثناء الحرب العالمية الثانية وكل ما تتطلبه القصة هي إنفجارات كبيرة، ومدفعية تقذف القنابل الحارقة وغيرها وهذا طبعاً يختلف تماماً عن حرب تدور أحداثها في القرن التاسع عشر، مثل الفيلم الذي أمثّله الآن وتكون المحاربة بالسيوف والخناجر. كل فيلم له لوازمه واستعداداته وكذلك ميزانية الفيلم وما قد يتطلبه من أفراد قليلة أو مجموعات كبيرة من الجنود وملابسهم ومعداتهم كل ذلك هو أساس نجاح الفيلم من عدمه".

وقلت له أنه يعمل أغلب أفلامه عن الحروب والدمار والخلافات الدولية ولكن لماذا لا يعمل أفلاماً عن الغرام والحب فقال: "الحب!! ما هو "الحب" إسالني عنه بعد أسبوعين يجوز أني قد أجد الإجابة على هذا السؤال حينئذٍ".

وسألته أنه عندما ينظر إلى حياته وإنجازاته الفنية، ما هو الشيء الأهم بالنسبة له، فقال:" أهم شيء عندي هي حياتي الشخصية وأولادي وعائلتي أما أي شيء آخر فهو ليس مهماً بالنسبة لي مثل الشهرة أو العظمة، كل ذلك غير مهم على الأقل بالنسبة لي – ثم إستطرد قائلاً أنه يمكنك أن تؤثر في الأشخاص والمتفرجين عبر الأفلام والروايات، يُمكنك أن تعمل فيلماً مؤثراً يجعل الجمهور يبكي ويحزن وكذلك يمكن للفيلم أن يجعله يضحك ويفرح، ذلك ممكن عن طريق الأفلام فأنا أختار قصة الفيلم الذي أقدمه حسب ما يتوافق مع طبعي ورغباتي في التأثير في نفس المتفرجين وهذا هو هدفي في الحياة وفي عمل الأفلام وإذا نجحت في ذلك فأكون قد حققت هدفاً من أهم أهدافي في الحياة".

وسألته عن أفلامه التاريخية وما هو الذي يدفعه إلى عملها فقال: "الأفلام التاريخية مهمة جداً وصعبة جداً إذ عليك أن تبحث عن العقلية السائدة حينذاك وكذلك الملابس والأحوال الطبيعية وغير الطبيعية مثل الشوارع والسيارات وعلامات المرور إذا كانت موجودة، كل ذلك يتطلب وقتاً ومجهوداً ضخماً مثل فيلم Brave Heart الذي دارت أحداثه في دولة "سكوتلاندا Scotland" أو فيلم "آلام المسيح" فكل هذا يتطلب أبحاثاً كثيرة لعمل الفيلم بشكل صحيح على قدر الإمكان.

وأخيرا قلت له أنه مر في حياته عبر أيام صعبة وأيام جميلة فما هو تأثير ذلك عليه وكذلك الحب والزواج فقال أنه سعيد بحياته خصوصاً حياته الفنية أما حياته الغرامية وصلته بالنساء فكل ذلك هو عبارة عن أرقام غير مهمة، المهم أن يكون هناك جاذبية وصداقة وكل شخص يفكر لنفسه ويعرف ماذا يريد في الحياة.

هوليوود - جورج دوس